الاثنين، 4 مارس 2019

المهام والادوار التي لعبتها دار الارقم في نشر الدعوة المحمدية



المهام والادوار التي لعبتها دار الارقم في نشر الدعوة المحمدية
دار الأرقم هي دار الأرقم بن أبي الأرقم  التي كان رسول الله محمد  صلى الله عليه و سلم يجتمع فيها مع أوائل المسلمين  في مكة المكرمة في بداية دعوته، وكانوا يتعلمون أسس الإسلام  وكانوا يقرأون ما ينزل الله عز وجل من القرآن  الكريم على رسوله محمد صلى الله عليه و سلم، وكانت الدعوة في ذلك الوقت سرية.
لقد مرت الدعوة النبوية بمرحلتين أساسيتين: مرحلة الدعوة السرية، وكانت ثلاث سنين بمكة المكرمة، ومرحلة الدعوة الجهرية وهي ما بعد ذلك.
وكانت طبيعة المرحلة الأولى تتطلب سرية العمل الدعوي، ريثما تتهيأ الظروف المناسبة للجهر بها، وكانت دار الأرقم، هي المكان المناسب لمثل هذه الظروف من أيام الدعوة.
والذي دعا الرسول صلى الله عليه وسلم لاختيار هذه الدار عدة أسباب، منها :
1- أن صاحب هذه الدار وهو الأرقم لم يكن معروفا بإسلامه، فلم يكن يخطر ببال أحد من المشركين أن يجتمع النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة في هذه الدار.
2- أن الأرقم بن أبي الأرقم كان فتى عند إسلامه، ولم تفكر قريش أن هناك تجمع إسلامي عند أحد الفتيان، بل إن نظرها كان يتجه في الغالب إلى بيوت كبار الصحابة.
3-أن هذه الدار كانت قريبة من الكعبة المشرفة .
وفي هذه الدار المباركة، التقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه رضي الله عنهم، وتلقوا عنه تعاليم الإسلام وتوجيهاته الكريمة، حيث كان صلى الله عليه وسلم يتلو عليهم ما ينزل عليه من القرآن الكريم، ويعلمهم أمور دينهم ويباحثهم في شأن الدعوة، وما وصلت إليه ، وموقف المعرضين عنها والصادين عن سبيلها.
كان يسمع شكوى أصحابه وما يلقونه من أذى المشركين وكيدهم، يتحسس آلامهم وآمالهم، ويطلب منهم الصبر والمصابرة، ويبشرهم أن العاقبة للمتقين، وأن النصر مع المؤمنين ، وأن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
لقد كانت رعاية الله وعنايته بالعصبة المؤمنة واضحة جلية لا تفارقهم بحال، على الرغم مما كان ينالهم من أذى المشركين، وكان من الحكمة البالغة في بداية أمر الدعوة الابتعاد بهذه العصبة المؤمنة عن كل ما يضر بها - قدر المستطاع -، وقد اقتضت حكمة الله سبحانه أن تبقى دعوة الإسلام ضمن مجالها السري إلى أن هيأ الله لها من الأسباب ما مكنها من إشهار أمرها وإعلان رسالتها،  { والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون}(يوسف:21).
ومن ثم استمر النبي - صلى الله عليه وسلم - في دعوته السرية وتربيته لأصحابه في دار الأرقم ، حتى أصبحت هذه الدار أعظم مدرسة للتربية والإعداد عرفها التاريخ، إذ تخرج منها قادة حرروا البشرية من رق العبودية، وأخرجوهم من الظلمات إلى النور، بعد أن رباهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
وقد حرص ـ عليه الصلاة والسلام ـ  حرصاً شديداً على أن يكون القرآن الكريم هو المنهج الذي يربى عليه أصحابه، وألا يختلط تعليمهم وتربيتهم بشيء من غير القرآن، وكانت قلوب الصحابة وأرواحهم تتفاعل مع القرآن وتنفعل به، فيتحول الواحد منهم إلى إنسان جديد بقيمه ومشاعره، وأهدافه وسلوكه، وتطلعاته وأمنياته، ومن ثم أدرك الصحابة وتعلموا ـ في دار الأرقم ـ أن القرآن وحده وتوجيهات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هما: المنهج للحياة والدعوة، والدستور للواقع والدولة، فكانوا من شدة تلهفهم إلى معرفة أوامر الله وأوامر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، إذا سمعوا أحداً يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ابتدرته  أبصارهم، كما يقول ذلك عبد الله بن عباس - رضي الله عنه ـ ..
وعلى ذلك تربى الجيل الفريد من هذه الأمة، فكانوا يلتمسون من آيات القرآن الكريم، وسنة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما يوجههم في كل شأن من شؤون حياتهم ..
لقد كانت مرحلة دار الأرقم ، مرحلة هامة في تربية وإعداد الصحابة، ومدرسة رَبَّى فيها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أفذاذ الرجال، الذين حملوا راية التوحيد والجهاد والدعوة، فدانت لهم الجزيرة العربية، وقاموا بالفتوحات الإسلامية العظيمة في نصف قرن .


التعبيراتالتعبيرات

:)
:(
hihi
:-)
:D
=D
:-d
;(
;-(
@-)
:P
:o
:>)
(o)
:p
(p)
:-s
(m)
8-)
:-t
:-b
b-(
:-#
=p~
x-)
(k)