الأمراض المنتشرة
منذ بداية العصر
الحديث بدئت كثير من الأمراض تظهر على السطح على شكل ظاهرة أقلقت الأطباء
والأخصائيين قبل المرضى والمصابين بهذه الأمراض أنفسهم، وأصبحت تمثل سمة هذا العصر
بما فيه من سرعة ترافقت مع التكنولوجيا الحديثة وثورة المعلومات؛ فظهرت العديد من
السلوكيات وأنماط الحياة الحديثة من عادات غذائية مرهقة ومكلفة صحياً بجانب قلة
الحركة والتنقل بسبب الرفاهية وتوفر وسائل المواصلات الحديثة وتواتر ذلك مع ضغوط
الحياة النفسية والعصبية، كل هذا أدى بالضرورة والحتمية إلى ظهور أمراض لم تكن
معروفة أو لم تكن منتشرة بهذا الشكل في العصور السابقة.
اختلفت الأمراض
التي يمكن أن نسميها اصطلاحاً بأمراض العصر؛ فمنها الخفيفة وهي كثيرة الانتشار
ويعاني منها الأغلبية كالآم الظهر والقرحة والحموضة والصداع، والمتوسطة والتي قد
تشكل عبئاً جسدياً ونفسياً على المرضى كالقولون العصبي والاكتئاب والربو وآلام
المفاصل والروماتيزم، والأمراض شديدة الخطورة مثل السمنة والضغط والسكري والفشل
الكلوي والزهايمر والسرطانات.
هناك عدة طرق يمكن للأمراض بواسطتها أن
تنتشر . أحيانا أنت معرض للعدوى بمرض إذا كنت على صلة مع إنسان مريض . الأمراض
التي تنتشر بهذه الطريقة تدعى أمراضا معدية ـ ( سارية )، وهي تنتشر بسرعة كبيرة،
خاصة بين الأولاد الذين يلعبون معا . الأمراض السارية تنتشر أحيانا كثيرة بواسطة
السعال والعطاس . إن جزيئات دقيقة من البصاق تتناثر في الهواء وتحمل معها ميكروبات
أو فيروسات من الفم والأنف . إذا تنفست بعض هذه الجزيئات فأنت معرض للعدوى
.
لذا من المهم عند السعال أو العطاس أن تغطي أنفك وفمك بمنديل ورقي أو منديل
عادي حتى تحول دون انتشار الميكروبات.
بعض الكائنات الحية التي تسبب أمراضا خطيرة جدا تنتشر بين الأشخاص الذين
يتعاطون مخدرات غير مشروعة ويتبادلون نفس إبرة المخدر ويتناقلون بينهم دما ملوثا.
الحشرات تنقل أمراضا بواسطة حملها مواد ملوثة إلى طعامنا أو مياهنا . الحشرات
اللاسعة بمقدورها حمل ميكروب أو فيروس من دم شخص مريض ونقله إلى أشخاص آخرين
.
ومن الأخطاء
الشائعة في معظم مجتمعات العالم اكتساب عادات وسلوكيات خاطئة تصبح مع مرور الوقت
والممارسة اليومية لها وكأنها السلوك الصحي الصحيح الذي يجب عليهم التمسك به، وكان
من تبعات ذلك انتشار أمراض العصر بشكل كبير، شاملةً جميع الفئات العمرية من
الجنسين، فمؤشرات انتشار داء السكري وأمراض القلب والشرايين التاجية وارتفاع ضغط
الدم باتت مخيفة ليس بالنسبة للمصابين بها فحسب بل أيضا بالنسبة للمسئولين عن
الصحة، ويكمن وراء ذلك عدد من العوامل التي نطلق عليها عوامل الخطورة مثل السمنة
وزيادة الوزن والتدخين وحياة الترف والرفاهية وعدم ممارسة الرياضة.. الخ، والسؤال
الذي يطرح نفسه.. إلى متى يظل الفرد مستسلماً لهذه العوامل ومضاعفاتها؟.. وهل
بالإمكان أن نغيّر بعضا من عاداتنا غير الصحّية بأخرى صحّية؟..
التعبيراتالتعبيرات